المبحث الأول: مفهوم الشراكة الأورومتوسطية:
يعتبر من المفاهيم الحديثة النشأة ،يدرك بمعرفة ماهية الشراكة،فالشراكة عموما يقصد بها النصيب أو النسبة التي ترجع إلى هذا أو ذاك جراء مشاركته في عملية ما، وهي النصيب الذي يحدد مستوى و أهمية الشراكة بين مختلف الأطراف في العملية المذكورة.
و تعرف كذلك على أنها تجمع شريكين أو أكثر مستقلين للقيام بمشروع أو عملية ما تربط مؤهلاتهم و إمكانياتهم المالية و البشرية و العقلية و التقنية لتحقيق الهدف المسطر من طرف هذه الجماعة .
من خلال التعريفين نستنتج أن الشراكة تحكمها ضوابط و قواعد خاصة يستعملها الشركاء بناء على معطيات كثيرة ( مؤهلاتهم ،إمكاناتهم،المالية، البشرية ، العقلية و التقنية....الخ).
حيث لا يمكن إقامة شراكة تفتقد لهذه المؤهلات.
و إن للشراكة عدة أشكال يمكن أن تدرج أهمها فيما يلي:
الشراكة التجارية: تتمثل خصوصا في نزع الحواجز الجمركية و الإعفاءات الضريبية.
الشراكة الصناعية: و المتمثلة أساسا في ربط المؤسسات اقتصاديا مع بقاء الاستقلالية القانونية و الاقتصادية في إطار اتفاقية معينة.
الشراكة التقنية و المالية: تنشأ عن طريق خلق مؤسسات تقنية و مالية و شركات مختلطة قصد تعزيز البحث العلمي و كذا تبادل المعارف .
الشراكة الثقافية و الإنسانية: تتجسد أساسا في الإنتاج السنمائي المشترك الذي يوسع باب التعارف الثقافية سواء كانت الشراكة الثقافية تجارية ،صناعي،سياسية،مالية،إنسانية فلها مميزات و خصائص مشتركة لعل من أهمها ما يلي :
1-الإعفاء الضريبي (جباية شبه معدومة)
2-عدم التمييز بين الشركاء تحقيقا لمبدأ المساواة.
3-الشمولية أي عدم التمييز في الجنسية.
أما الاورومتوسطية فيقصد بها:حسب ميثاقي اسبانيا(برشلونة 1995) و (مدريد1997)هي تلك الدول الواقعة على الحوض المتوسطي و التي تشمل دول الضفة الشمالية و دول الضفة الجنوبية مع إدخال كذلك الدول التي تعتبر عادة متوسطية و حتى لم تكن مطلة على المتوسط.
عدد الدول المتوسطية 27 دولة و المتمثلة في البرتغال،اسبانيا،فرنسا،ايطاليا،ألمانيا،لكسونبورغ،فنلندا ، السويد، بلجيكا، النمسا، اليونان، الدانمارك، هولندا،ايرلندا .)دول الضفة الشمالية.
أما دول الضفة الجنوبية هي المغرب ، الجزائر، تونس، الأردن، مصر،سوريا ،لبنان ،الدولة الفلسطينية،تركيا،قبرص،مالطا،و الكيان الصهيوني).
إذا الشراكة الاورو متوسطية يقصد بها تلك المحاولة الطموحة التي تبناها الاتحاد الأوروبي و هي الأولى من نوعها لخلق روابط مستمرة ، و متماسكة بين ضفتي البحر المتوسط فهي ضرورية من اجل الحفاظ على ازدهاره بواسطة تحقيق الأمن و الاستقرار و التنمية في الضفة الجنوبية للمتوسط.
كما تعرف على أنها تلك المحاولة التي قامت بها 27 دولة و التي اجتمعت ببرشلونة من اجل إنشاء روابط دائمة في كل الميادين و المصالح المشتركة سياسية ،أمنية،و الاقتصادية المالية و الاجتماعية.....
المبحث الثاني: وسائل الشراكة الاورومتوسطية.
من أجل السير الجيد و التنظيم المحكم كان لابد من الشراكة الاورومتوسطية من خلال وسائل و أسس أساسية لذلك أبرمت عدة برامج من أجل السير الجيد و هي:
ففي المجال المالي و الاقتصادي نجد انه من أجل التسيير المحكم للمساعدة المالية انشأ الاتحاد الأوروبي برنامجmeda و ميزانيته 4100-7b حيث ينقسم 3.435 مليار اورو على الدول المستفيدة و ذلك خلال ثلاث سنوات 1996-1999 حيث يبقي هذا البرنامج قواعد المشاركة المالية التي يساهم بها الاتحاد الأوروبي لتدعيم هذا البرنامج و هي :
1- برنامج لأجل التحول الاقتصادي خاصة ما يخص القطاع الخاص و مساندة التعديلات الاقتصادية.
2- تمويل النشاطات خاصة في المجالات التي تسمح للمستفيدين من تامين توازن سوسيو لاقتصادي في المتوسط.
و قد خصص الاتحاد الأوروبي بالنسبة للمغرب العربي مبلغ 1.252 مليون اورو تستفيد الجزائر من 164 مليون اورو.
بالعودة إلى برنامج ميدا قد اقر المجلس الأوروبي في أكتوبر 1999 برنامج تعاون في مجال 5 جوانب و هي:
1- تدعيم التنظيم الهيكلي : هي إعانة لا تعوض تبلغ 125 مليون اورو منحت للجزائر في ديسمبر 1996 و من هذا المبلغ الشامل 40 مليون اورو اخدت من الخط الميزاني لمبدأ 4100-7b و الباقي منحت من طرف الموارد التي لم تستهلكها الجزائر.
2- تدعيم إعادة هيكلة الصناعة- الخوصصة: يشمل نشاطات إعانة تقنية لفائدة وزارة الصناعة و إعادة الهيكلة لمجلس الخوصصة و النيابات العمومية.
3- دعم المؤسسات الصغيرة و المتوسطة PME:و منح مبلغ 57 مليون اورو لإعطاء دعم تقني متعدد للمؤسسات الجزائرية .
4- دعم القطاع المالي و البنكي:و يبلع 15 مليون اورو موجه إلى مراقبة و إصلاح القطاع المالي في الجزائر و يسعى لتطوير سوق رأس المال و عصرنة القطاع البنكي في الجزائر.
5- دعم البنكية الاجتماعية: و المبلغ المخصص لهذه البنكية هو 60 مليون اورو و هي مجموعة تمويل لنشاطات التعاون في بعض المجالات التنموية و المجتمعاتية.
و هذا كمثال للجزائر أما مؤخرا فهناك برنامج أخر و هو(2000-2006medaII)و الذي يساند الشراكة الاورومتوسطية في السنوات المقبلة كذلك يهذف إلى تحسين المساعدات المالية المقدمة من طرف الاتحاد الأوروبي بالنسبة لكل شريك من الشركاء و تعتبر الخطوات المقترحة من طرف الاتحاد الأوروبي في إطار برنامجmeda(96-97)دليلا على عدة تحفظات من الدول الجنوبية بسبب ضعف التمويل الممنوح و توجيه الموارد لنشاطات الدعم التقنية ، و من جهة أخرى بسبب بطء مسارات الانطلاق من العمل كما أن حدوث تفويض المجلس في مفاوضات اتفاق الشراكة و كذلك نصوص المجموعة التي تشير طريقة عمل ميدا تطلب تعديلات من اجل التلاؤم مع الاهتمامات لكن مع الصعاب بدأت تتناقص نتيجة لإقامة حوارين .
المبحث الثالث: أهداف الشراكة :
قامت الشركات الاورو متوسطية لبلوغ أهداف مسطرة لعل أهمها:
1- جعل المنطقة الاورومتوسطية بيئة ملائمة لنمو الأمن و السلام و الاستقرار عن طريق تعزيز الحوار السياسي و الأمني.
2- إنشاء مناطق حرة للتبادل التجاري.
3- تقريب الشعوب من بعضها من خلال الشراكة الاجتماعية و الثقافية.
4- تقديم مساعدات مالية،عسكرية، إذا اقتضى الأمر.
5- خلق ميدان تعاون و تشابك المصالح الأوروبية و المتوسطية.
6- تجسيد مبدأ الدفاع عن الحريات و احترام حقوق الإنسان.